(( إنه عبدالله وكفى ))


(( إنه عبدالله وكفى ))


ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
(( إنه عبدالله وكفى ))
 
كنت في طيبة الطيبة في الأسبوع الماضي وغاطاً في نوم عميق بعد إرهاق المشي حيث كنت أشكو بعض الأثر في إحدى رجلي وخف ولله الحمد وفي ثلث الليل الأخير أفاجأ بأولادي يوقظوني من نومي فاستيقظت مشدود الأعصاب لا أدري بالذي أصابهم،وإذا بهم حول التلفاز (الرائي) يشاهدون خادم الحرمين الشريفين نعم خادم الحرمين الشريفين متجهاً إلى الحرم لغسل الكعبة المشرفة في موكب مهيب تعلوه السكينة والتواضع والوقار فإذا به يترجل ويطوف والناس من حوله يطوفون ثم صلى ركعتين وتوجه إلى الكعبة المشرفة ورأيناه داخل الكعبة يغسلها غسلاً حقيقياً ومعه ثلة من القادة والعلماء ثم خرج وكله سكينة والناس يطوفون ولم يمنعوا من الطواف فقلت في نفسي هذه هي العظمة وإن من عظَّم شعائر الله عظمه الله ومن أهانها أهانه الله فقد تيقن الملك عبدالله أنه عبدالله حقاً وأنه أولى بغسل الكعبة وأنه شرف له لا يتنازل عنه فعندها علمت سرَّ محبة الناس له وهو صاحب الدمعة الشهيرة حين رأى أيتام شهداء الواجب عطف عليهم ورق لهم وسالت دمعته حتى تغنى الشعراء والخطباء بهذه الدمعة فأنا لا أمدح ولست مداحاً ولا متكسباً ولا مستجدياً لا والله ثم والله لست ذا الوجهين وإنما هي مشاعر مسلم فياضة ملكتني فإذا كانت هذه حال ملوكنا فنحن بخير ولا أكتمكم سراً فقد سرى حب هذا الرجل المؤمن في قلوب كل من عرفه أو سمع عنه ونحن نعلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من تواضع لله رفعه الله)
والشاعر يقول:
           تواضع تكن كالبدر لاح لناظر
                                      على صفحات الماء وهو رفيع
           ولا تك  كالدخان يعلو بنفسه
                                    إلى طبقات الجو و هو وضيـع
واستوقفني في عبدالله شيء وهو أنه ينزل الناس منازلهم مع الاحتفاظ بحق الجميع فالناس كلهم لهم حق عنده وعليه هذا هو الذي نراه فيه وقد أحسن استقبال بني شيبة حملة مفتاح الكعبة وسدنة البيت ولهم حق التكريم فالله سبحانه أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم بأن يعيد مفتاح الكعبة إليهم وأنه لا ينتزعه منهم إلاَّ ظالم فنسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأن ينصر بهم الإسلام والمسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
 
 
 
 
بقلم
خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* نشر في جريدة الجزيرة السبت 12 شعبان 1428   العدد  12749
http://www.al-jazirah.com/100694/rj2d.htm

وأعادت الجريدة نشره كاملاً الاربعاء 23 شعبان 1428   العدد  12760
http://www.al-jazirah.com/498782/rj7d.htm