ليسوا بحاجة إلى فقه النوازل


ليسوا بحاجة إلى فقه النوازل


أثار أحد أهل العلم موضوع كثرة الحجاج وتزاحمهم في المشاعر المقدسة ودعا إلى فقه النوازل الخ.
وأقول: ليس هناك ضرورة لفقه النوازل وليس هناك ولله الحمد نازلة ولا نوازل بل يجب أن نحمد الله ونشكره على كثرة الحجاج وعلى أن شرَّف حكومتنا الرشيدة لخدمتهم وتيسير أمورهم بلا من ولا أذى فكل شيء ميسر مما شجع على تكاثر الحجاج فلسنا في شدة لنبحث عن مخرج لنا ولهم.
فحجاج المسلمين الغالب أنهم ينتسبون إلى المذاهب الأربعة المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة وأنَّ معهم مرشدين ومفتين على تلك المذاهب المعتبرة ولهم مناسكهم التي يصطحبونها معهم وهذه المذاهب يكمل بعضها بعضاً وما ضاق في مذهب يجدونه واسعاً في مذهب آخر استنباطاً واجتهاداً والاجتهاد فيما لا نص فيه ولا إجماع وفي مجموعة هذه المذاهب تيسير على الحجاج يأخذون به عند الحاجة ويسمونه تقليداً فالمذاهب الثلاثة إذا دخلوا مكة وفي الوقت متسع فبعضهم يتمتع على مذهب الحنابلة وهناك من يحج قارناً ويأخذ بمذهب الإمام أبي حنيفة وإن لم يكن حنفياً فيطوف طوافاً واحداً وسعياً واحداً، وهناك من يرمي قبل الزوال وإن كان على خلاف مذهبه فيقلد وهناك من إذا رأى الزحام خرج من مكة بلا طواف وداع فإن أخذ بقول الجمهور فإنه يفدي وإن قلد مالكاً فليس عليه شيء لأنَّ طواف الوداع سنة عند مالك وهكذا فالأمر فيه سعة وكل له دليله ولكن الحرج والنازلة يأتيان حين أعطي الحجاج منسكاً وأقنعهم بأنَّ مافيه هو الحق وأنَّ ما هم عليه من سعة فيه مافيه فأشككهم في مناسكهم التي اصطحبوها معهم واشككهم في مشايخهم ومرشديهم عندها يأتي الحرج وتأتي النازلة ولكن إذا تركتهم على مذاهبهم وعلى مناسكهم لن يكون ضيق ولن يكون حرج ولن نحتاج إلى فقه النوازل لأني أنا الذي ضيقت ثم دعوت إلى فقه النوازل هذا والله من وراء القصد.   

 

بقلم

خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* نشر في جريدة الجزيرة الاثنين 08 ذو الحجة 1428   العدد  12863

http://www.al-jazirah.com/147789/rk7d.htm