الالتفاف حول القيادة


الالتفاف حول القيادة


عهد الملك عبدالله عهد يبشر بخير لابد أن نقولها فلابد أن نقف معه صفاً واحداً لندعم المسيرة التي يقودها جاداً وتكاد إصلاحاته تشمل كل مناحي الحياة ولاشك هذه تبغي لها وقتاً وتظافر جهود ورجالاً مخلصين والعلماء هم أول من يجب عليهم الوقوف لأنه فتح باب الحوار المفتوح مع سياسية الباب المفتوح وحيث إننا بلد عربي مسلم منبع العروبة ومنبع الإسلام إذاً لا يخشى علينا من الحوار ولا من الانفتاح إن شاء الله حتى الحوار الذي عقد ويعقد وجمع نخبة من العلماء والمفكرين فمن المستحيل أن يخرج بنتائج تنافي طبيعة الشعب من حيث الدين والأعراف والعادات الأصيلة حتى وإن قيل بالتصويت فلن يفيد التصويت الذين يريدون تغريب البلاد لماذا ؟ لأنَّ هؤلاء لا يمثلون شيئاً فإذا خرج في كل منطقة اثنان أو ثلاثة ولو افترضنا في كل منطقة عشرة فماذا يمثل هؤلاء أمام شعب كله يدين بالإسلام شعب يتمسك بالعادات والأعراف المحمودة التي تتفق مع الإسلام.
والملك عبدالله جاد في الإصلاح ومعه ولي عهده الأمين والذي أريد أن أقوله للعلماء والمفكرين والكتاب هو أنه يجب عليهم دفع هذه المسيرة بجد ومصداقية صفاً واحداً لصد المعوقِّين و المخذلين لأنه يندس في المعوقين والمخذلين في الغالب المداحون الذين يتخذون المدح صنعة لهم يرضون إذا أُعطوا ويسخطون إذا منعوا وهؤلاء لا يشد بهم ظهر وسياسة كسياسة عبدالله ليس عندها وقت لهؤلاء الذين خفتت أصواتهم فهم لا يهمهم إلاَّ مصالحهم الخاصة فلا يفرحون بشيءٍ يعم خيره الجميع وربما اندس فيهم من يحاول عرقلة المسيرة بتعبئة الاغمار والسطحيين والسذج والمراهقين بعبارات التلميح والتلويح التي كلها تشاؤم من هذه السياسة وكما في المثل العامي ((عيال قريِّة وكل عارف أُخيه))
وإن مما يشوه وجه هذا التوجه الإصلاحي انشغال الكل بمصالحه الخاصة به والمحاباة في ذلك على حساب مصلحة البلاد وإذا كنت مسؤولاً عن إدارة أو مركز وغلبت السلبية على الإيجابية فمعنى هذا أني اهتممت بمصالحي الخاصة على حساب مصالح بلادي وهذا عامل أساسي في عرقلة المسيرة وتشويه وجه المسيرة الإصلاحية.
ومما يشوه عامة هذه المسيرة الإصلاحية
فتنة المال: فلا نريد شخصاً يتغنى بهذه المسيرة الإصلاحية الجادة وهو ملطخ بفتنة المال فعندنا مبدأ هو (من أين لك هذا) فمن مقتضى هذه المسيرة تطبيق هذا المبدأ من أين لك هذا؟ نعم من أين لك هذا؟
فلا يليق بمن يدعو إلى الفضيلة أن تكون له ثروة وجاه على حساب بناء مسجد أو على حساب صدقة فقراء أو تركاتهم إو إنشاء جمعية خيرية ثم ترى بعدها المشاريع والمنشآت باسم صاحب الجمعية ويجب علينا ألاَّ نكون مغفلين فباستطاعتنا إيصال المال إلى مستحقيه دون واسطة.
زارني شاب متدين يشرف على عمل خيري فلما أراد الانصراف أعطاني كرتاً فيه أرقام هواتفه في المنزل وفي المزرعة وفي الاستراحة وفي مكة الخ وأنا أعرف هذا بأنه صعلوك من أسرة فقيرة ولا باع ولا اشترى فقلت له أين بقية استراحاتك في جميع أنحاء المملكة فضحك المسكين وما فهم قصدي.
مما أخبرني الثقة العابد الشيخ سليمان بن عبدالله آل حماد رحمه الله قال كان الشيخ الفقيه النحوي حمد ابن فارس يتولى توزيع الصدقات في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في شهر رمضان قال فكان إذا أذن للمغرب أخرج من جيبه تميرات جافة وأكلها مع أنَّ التمور أمامه و من أجودها ومع ذلك يأتي بتميرات من بيته.

فيجب على من سار في هذه المسيرة الإصلاحية أن يكون على مستوى هذه المسيرة هذا والله من وراء القصد.

 

 
بقلم
خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* نشر في جريدة الجزيرة الجمعة 12 ذو الحجة 1428   العدد  12867
http://www.al-jazirah.com/119874/rj9d.htm