قراءة في متن العشماوية


قراءة في متن العشماوية


فقه مالكي
قراءة في متن العشماوية
 
الفقه المالكي المنسوب إلى الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه إمام دار الهجرة الذي تنسب إليه السلسلة الذهبية في صحة السند وقوته فيقولون مالك عن نافع عن ابن عمر فهذه هي السلسلة الذهبية قبل أن يضاف إليها شيء فهي المصطلح عليها لدى المحدثين ولقد كان الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه يتأسف بأنه لم يدرك مالكاً فيقول: فاتني الإمام مالك ولكني أدركت القعنبي بمعنى أنه أنه أخذ عن الإمام القعنبي حديث مالك وفقه مالك.
ومتن العشماوية للإمام الفقيه الشيخ عبدالباري العشماوي الرفاعي رحمه الله زبدة في فقه العبادات أعني الصلاة والزكاة والصوم سميت العشماوية نسبة إلى مؤلفها وهكذا السادة المالكية ينسبون الكتاب إلى مؤلفه في الغالب وشرحها ((الدرر البهية)) للشيخ الفقيه صالح بن عبدالسميع الآبي الأزهري وهو صاحب الشرح النفيس على رسالة الإمام ابن أبي زيد ((الرسالة)) وشرحه اسمه ((الثمر الداني)) في تقريب المعاني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني رحمهم الله.
          فأقول إن متن العشماوية وشرحه الدرر البهية كتاب مبارك على صغر حجمه فقد كان يحفظه الطلاب ويحفظه أئمة المساجد فيشفي ويكفي ومما ساعدني في الكتابة عنه هو أنَّ الأخ الفاضل الأستاذ حسن بن الشيخ عبدالمحسن بن حسين آل ملحم وعبدالمحسن هذا يلقب بالمطوع رحمه الله فقد نشأ كما سمعنا وأدركنا أنه نشأ منذ صغره في طاعة الله وكان يعلم القرآن في مدرسة آل ملحم الشاهد أنَّ الأستاذ حسن زارني منذ ثلاث أو أربع سنوات حسبما أظن وقال هل عندك نسخة مكررة من الكتاب عندها تذكرت أنني في حج 1389 هـ اشتريت كمية من هذا الكتاب بسعر زهيد أظن ما كان سعر النسخة يصل نصف ريال أقول اشتريت كمية وأهديتها بعض الأحباب في حينا النعاثل وممن أهديته نسخة الشيخ عبدالمحسن والد الأخ حسن لكنها مع الزمن فقدت أو أنها تمزقت ففتشت في مكتبتي فوجدت نسخة وفرحت فرحاً عظيماً وأهديتها للأخ حسن ثم إني في هذه الأيام وفي يوم الثلاثاء الموافق 23/3/1431هـ وجدت في مكتبتي نسخة أخرى وهي مطبوعة عام 1354هـ.
          وقد بدأ المؤلف كتابه بنواقض الوضوء.
ومع اختصار الكتاب فإنه واضح سلس العبارة ويشير إلى الخلاف بطريقة جميلة فيقول مثلاً في الأشياء التي لا تنقض الوضوء ((ولا بأكل لحم جزور ولا حجامة ولا فصد ولا قهقهة)) انتهى
والذي يقول بالنقض بلحم الجزور والحجامة هم الحنابلة والذي يقول بنقض الوضوء بالقهقهة هم الحنفية.
فهو على صغر حجمه جامع ماتع ويقع في ست وخمسين صفحة من القطع دون المتوسط.
ثم إني وجدت في مكتبتي كتاباً بعنوان ((شرح متن العشماوية في العبادات على مذهب السادة المالكية)) إعداد وشرح الشيخ علي أحمد عبدالعال الطهطاوي رئيس جمعية أهل القرآن والسنة بمصر الناشر دار الكتب العلمية
الكتاب يقع في ثلاثمائة وإحدى عشرة صفحة من القطع المتوسط فقرأت مقدمته واستعرضت أبوابه فوجدت الكتاب هو نفسه الدرر البهية شرح الشيخ صالح بن عبدالسميع الآبي الأزهري على متن العشماوية في العبادات على مذهب السادة المالكية للشيخ عبدالباري العشماوي الرفاعي رحمه الله.
فالسؤال إذاً ما الذي جدَّ في الكتاب حتى يكبر بهذا الحجم؟ أقول جد شيء يسر المحب لهذا المذهب الجليل فإنَّ لهذه الطبعة أضيف ما يتعلق بأبواب الكتاب الثلاثة من كتاب الموطأ مع شروحه حيث استغرق المنقول من الموطأ وشروحه مائتين واثنتين وأربعين صفحة 242 ضمت ستمائة وخمسة وثمانين حديثاً بشروحها وفي هذا عمل جليل حيث إنَّ قارئ الدرر البهية يعرف مذهب الإمام مالك وصحة أدلته من الموطأ وليرتقي إلى أخذ المسألة بدليلها عن دليل شرعي لا عن جهل أو هوى أو تعصب فصار الكتاب المذكور الدرة المفقودة والضالة المنشودة فمذهب الإمام مالك إمام دار الهجرة هو مذهب الحديث فالموطأ وما أدراك ما الموطأ تأليف الإمام مالك ثقة عن ثقات وعليه فإني أنصح الناشئين المالكية أن يقرأوا الدرر البهية وأدلتها من الموطأ وكذلك أنصح المتوسطين من المالكية لتقوى حجتهم.
وفي الحلقة القادمة إن شاء الله سوف يكون حديثي عن شرح موسع للعشماوية وهو شرح ابن تركي بحاشية الصفتي حيث إنه يصلح للمتوسطين هذا وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل