هداية الراغب


هداية الراغب


كتاب عمدة الطالب كتاب مختصر لطيف من تصنيف آخر علماء المذهب الشيخ منصور بن يونس البهوتي المتوفى عام 1051هـ رحمه الله.
وأحسن شروحه بل شرحه الوحيد الفريد هو ((هداية الراغب شرح عمدة الطالب)) للمحقق عثمان بن أحمد النجدي القاهري المتوفى في القاهرة عام 1097هـ رحمه الله وجاء شرح الشيخ عثمان فصار الدرة المفقودة والضالة المنشودة نال إعجاب كل من طالعه وانسجم شرحه مع المتن أيما انسجام.
وهذا الكتاب النفيس طبع لأول مرة على نفقة المحسن الشهير معالي الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله وبتحقيق العلامة الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية سابقاً رحمه الله فصار في مجلد ثم طبع على هذه الطبعة بتحقيق أحد علماء الشام وانتشر هذا الكتاب حتى أنه لا تكاد تخلو منه مكتبة طالب علم ثم طبع عام 1428هـ الناشر مؤسسة الرسالة مع حاشيته المسماة ((فتح مولى المواهب على هداية الراغب)) لأحمد بن محمد بن عوض المرداوي تحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وجاء في ثلاثة أجزاء من الحجم المتوسط واشتريته قائلاً في نفسي وما عساه أن يضيف لما كتبه الشيخ عثمان رحمه الله.
وقرأت الحاشية وهي منحصرة في الجزء الأول واستغربت فوجدت المحشي ليس نفسه نفساً حنبلياً ولا سلفياً ولا يعرف الحنابلة ولا يعرف منهج السلف في التوحيد ولا يعرف ابن تيمية ولا يعرف ابن القيم وذكرُ ابن تيمية وابن القيم في كتب من جاء بعدهم أمر ضروري يعرفه كل حنبلي حيث لم يرد لهما ذكر أبداً وتعليقاته في العقيدة سفسطة وتخييل وفلسفة فاستغربت واشتد استغرابي أن المحقق لم ينبه على هذا في مقدمته وهذه أول حاشية تكون غريبة على الحنابلة وعلى عقيدة السلف وكذلك استغربت من صنيع المحقق حيث لم يشر إلى الطبعة الأولى وناشرها المدني ولا أظنها تخفى عليه لأنها انتشرت ووزعت مجاناً وتباع في الأسواق وهي موجودة في مكتبات جامعة الإمام وغيرها وفي مكتبتي بفضل الله الطبعة الأولى والطبعة الثانية أما الأشياء التي لاحظتها فهي:
1- في ص9 في الفرق بين الإيمان والإسلام ينقل من شرح العقائد للتفتازاني ويترك كتب الحنابلة ويترك كتب ابن تيمية وابن القيم ويترك كلام السفاريني وغيرهم.
وقال عن الإيمان شرعاً: تصديق القلب أي إقباله وإذعانه لما علم بالضرورة أنه دين محمد صلى الله عليه وسلم.
وعلَّق المحقق جزاه الله خيراً ولكنه لم يصرح بخطأ المحشي لأنه علمٌ لا يجهله أحد من العلماء.
2- ص17 في تعليقه على كلام الشارح فهذا شرح لطيف الخ
توسع المحشي حتى وصل إلى أسماء الله وصفاته فقال: واثبات اسم اللطيف تخييلاً وأيضاً اللطيف اسم من أسمائه عز وجل معناه الرؤوف الخ
أقول: كيف يكون اللطيف بمعنى الرؤوف ويكون تخييلاً. هذا معتقد أهل التخييل لا مذهب السلف. ولا علق المحقق على هذا ولا نبه عليه وحري به التنبيه.
3- ص24 ، 25 رد المحشي على الشارح بل ورد على مذهب السلف في الباء هل هي للمصاحبة قال المحشي:في بسم الله الرحمن الرحيم وهي في اللغة التصاق جسم لجسمه على وجه التضام والله منزه عن ذلك فكيف قال الشارح الباء للمصاحبة أجاب الشارح بأنَّ المراد التبرك وحاصله أن المراد بها التبرك لا بالذات حقيقتها لأنَّ مصاحبة الذات مستحيل الخ
أقول: هل هذا كلام السلف وأين المحقق لم يرد عليه ويترك كلام السلف والمحققين من الحنابلة وينقل كلام الرازي. فأين المحقق.
4- ص32 للمحشي كلام على ((الواجب للموجود)) لايعرفه السلف ولا يعرفه الحنابلة ولم ينبه المحقق.
5- انظر كلام المحشي ص36 ، 37 ، 38 هل يوافق كلام السلف هل يوافق كلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما فالمحشي لا يعرف ابن تيمية وهذا مستحيل ولكن واضح أنه ليس ممن يتبعون السلف في التوحيد لتجاهله ابن تيمية وابن القيم والشارح والسفاريني وغيرهم ولكن أين المحقق فلم لم ينبه على الخلل الذي وقع فيه المحشي.
6- ص62 ، 63 ما هذه الخرافات التي ذكرها المحشي تفسير الحمد وغيره وأين المحقق لم ينبه فقوله الحاء حكمه والميم معرفته الخ أين حنبلية المحشي وأين سلفيته.
 
((نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب ويليه الاختيارات الجلية من المسائل الخلافية))
تهذيب وتأليف عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام
هذا الكتاب يقع في أربعة أجزاء مطبوعة في مجلدين الناشر مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة في مكة المكرمة.
فالشيخ عبدالله البسام رحمه الله عمد إلى كتاب هداية الراغب ومسخه تحت شعار أنه هذَّبه وحذف أدلته وهو العالم المحدث السلفي ودمج متنه مع شرحه وحذف باب العتق أقول هذا يسمى مسخاً للكتاب وقد نبه قبلي الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله في كتابه المدخل المفصل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل في حديثه عن كتاب هداية الراغب والشيخ عبدالله البسام يعتمد على المعاصرين في تصحيح الحديث وتخريجه مع أنَّ السلف كفوه كذلك هذا والله من وراء القصد.
 
 
 كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل