قراءة في طبقات الحنابلة للإمام أبي يعلى الفراء رحمه الله


قراءة في طبقات الحنابلة للإمام أبي يعلى الفراء رحمه الله


هذا كتاب نفيس جداً إنه طبقات الحنابلة للإمام القاضي أبي يعلى الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء البغدادي الحنبلي المتوفى 526هـ.
والإمام أبو يعلى معروف بأنه من كبار أئمة الفقه الحنبلي وله مؤلفات كلها تدل على إمامته وتقدمه وهو ثقة معتمد لدى الحنابلة وغيرهم ومن أراد الإطلاع الكامل على ترجمته فعليه الرجوع إلى ذيل طبقات الحنابلة للإمام الحافظ ابن رجب بتحقيق فضيلة الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين جزاه الله خيراً الناشر مكتبة العبيكان وكذلك يرجع إلى كتابه طبقات الحنابلة حيث ترجم له الدكتور عبدالرحمن ترجمة موسعة في مقدمة تحقيقه الكتاب والناشر مكتبة العبيكان.
أقول هذا الكتاب النفيس مشحون بالفوائد والفتاوى من عصر الإمام أحمد وتنتهي تراجمه في أول القرن السادس الهجري ثم جاء الحافظ ابن رجب وأكمل المسيرة ويحيل إليه العلماء المحققون. فيه من المسائل الفقهية ما لا تجده في مكان آخر حيث أنه يذكر ظرف الفتوى وزمانها وهذا مما يقوي ويدعم كتب الفقه المنهجية وسبق أن طبع في مجلدين الناشر أنصار السنة في مصر بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي عفى الله عنه ولكنها مليئة بالأخطاء العلمية والمطبعية وبقيت على هذا الحال حتى جاء فضيلة الدكتور عبدالرحمن جعل الله ذلك في موازين أعماله وعكف على تحقيق كتب طبقات الحنابلة وهذا يذكر فيشكر.
ولكن من التعاون على البر والتقوى فأقول: لقد أحببت هذا الكتاب لما فيه من العلم والنفع العظيم.
وحين ألف الإمام أبو القاسم الخرقي رحمه الله كتابه النفيس ((مختصر الخرقي)) لقي قبولاً لدى الناس عامة والحنابلة خاصة ومن عناية العلماء به فإنهم شرحوه وعلقوا عليه وأضافوا إليه وخرجوا أحاديثه وغريبه وكان من أهم ما عمل عليه مسائل الإمام أبي بكر عبدالعزيز غلام الخلاَّل حيث جمع مسائل خالفه فيها الخرقي أضافها صاحب الطبقات في ترجمة الخرقي.
ثم أفردت بالطبع بتحقيق الشيخ محمد زهير الشاويش صاحب المكتب الإسلامي المعروف قال الشيخ زهير ((أما بعد فقد رآى أستاذنا الجليل الشيخ العلامة محمد بن مانع أن نطبع مسائل أبي بكر عبدالعزيز التي خالف فيها الخرقي بعد أن طبعنا ((مختصر الخرقي)) الخ ثم قال: وقد اعتمدنا في إخراج هذه المسائل على الطبقات المطبوعة في مصر 1371هـ في مطبعة أنصار السنة المحمدية وعلى نسخة مخطوطة من الطبقات في المكتبة الظاهرية في دمشق وعلى مختصر الخرقي. انتهى ص ح ، د
وطبعت على نفقة المحسن الجليل الشيخ قاسم بن درويش فخرو.
أقول: ثم إني ولله الحمد قمت بطباعتها من جديد والناشر مكتبة المعارف وذلك لما رأيت نفعها وأنه لا يستغني من عنده مختصر الخرقي عنها أقول قمت بطباعتها: أقول نعم استخرجتها من الطبقات وقابلتها بطبعة الشاويش التي نصح بطباعتها العلامة ابن مانع رحمه الله وقد سبق الشيخ زهير فضيلة الدكتور حيث قال في الحاشية: هكذا في المطبوعة ((أبو داود)) وهو خطأ ظاهر فإنَّ المقصود هو: داوود بن علي الأصبهاني الملقب بالظاهري انتهى ص6.
أقول: الذي جعلني أبقى على الذي في المطبوعة هو أنني استبعدت إمام الظاهر داود واستأنست بأبي داود السجستاني لأنَّ أبا داود من كبار أصحاب الإمام أحمد رحمهم الله وله مسائل الإمام أحمد فترجح عندي هذا وهو السبب في إبقائي لفظة ((أبو داوود)) هكذا وأشكر لفضيلة الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين على هذا التنبيه وهو في المجلد الثالث ص151 ، 152 الحاشية.
أمَّا كوني لم أخرج الأحاديث فهو اكتفاء بمن تقدم فقد خرجت الأحاديث فهناك كتب تعتني بتوجيه الأقوال والخلاف في المذهب وكتب تعتني بالتخريج فأنا اعتنيت بالأول وأسأل الله العلي القدير أن يوفق الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين أن يجمع تخريجات أحاديث المذهب وإخراجها في كتاب واحد حتى يكف أيدي العابثين بهذا الفن الذين خرجوا على قواعد التخريج لدى المتقدمين وأتوا بطريق متناقضة.
أعود ثانياً فأقول إن طبقات الحنابلة لأبي يعلى فيها فوائد جمة تستحق أن تفرد في كتاب ففيها أبحاث في العقائد والأصول والفروع وعلم الرجال وغيرها. وسوف أذكر إن شاء الله بعض المسائل الفقهية.
ص8 من مقدمة المحقق وفقه الله.
سطر 9 قال: وقد استأذنتهما في استخدام بعض مصادرهما في التخريج.
أقول لفظة ((استخدام)) لا تليق بكتب العلم فلو قال للاستفادة أو للاستعانة أمَّا استخدام فإني أربأ بالشيخ الفاضل عن هذا الأسلوب الذي فيه إهانة للعلم بل كلنا خدام العلم.
ص24 من المقدمة سطر14 ورد هكذا ((مما يجعل التعرفُ))
بضم الفاء بينما التعرف مفعول به فحقه النصب لا الرفع.
ص25 سطر13 وصف المؤلف بالتدليس حيث ذكر الخطيب البغدادي بعدة ألقاب.
أقول: هذا من التدليس المحمود وقد سبق إليه الإمام مالك. أمَّا التدليس المذموم هو أن يذكر من فيه خلاف عند أهل العلم ففيهم من لا يقبله وفيه جرح فيذكره باسم آخر لم يشتهر به فهذا هو التدليس المذموم وانظر حاشيته الصفحة82 فكأن المحقق تراجع.
ص78 رقم 5 ورد عند المحقق هكذا ((لم يلتزم القاضي أبي يعلى الخ))
والصواب: أبو يعلى فهو فاعل.
ص79 ورد في كلام المحقق سطر4 ((ولم يلتزم بالثواني والثوالث)).
والأصوب والأشهر أن يقول: ولم يلتزم بالثاني والثالث.
ص80 سطر(5) ورد هكذا في كلام المحقق ((والطبعة الرابعةِ) بكسر التاء فيها والصواب الرفع.
ص92 سطر(5) بخصوص الشيخ محمد حامد الفقي غفر الله لنا وله فإنه حاد الطبع يتهجم على الفقهاء ويسئ الظن فيهم وفي المذاهب انظر إلى الكتب التي يحققها وخاصة كتب الحنابلة ولذا فإنَّ الحنابلة لا يرتضون حدته وسوء ظنه في سلف هذه الأمة خاصة المنتسبين إلى المذاهب الأربعة. يعرف هذا أهل الفقه من الحنابلة.
ص93 من كلام المحقق آخر سطر ورد هكذا ((وتَطَلْبتها)) بالتخفيف وإسكان اللام
والصواب هكذا (( وتَطَلَّبْتُها )).
انتهينا من الكلام على مقدمة المحقق جزاه الله خيراً والآن آتي على ذكر المسائل النفيسة التي وقفت عندها إكباراً وإعظاماً لهؤلاء الفقهاء الناصحين.
ص20 سطر3 ورد هكذا صنَّف أحمدَ بفتح دال أحمد وهو فاعل من حقه الرفع.
ص33 السطر الثالث من الأخير هكذا ورد ((فقد ثبت تكفيرَه)) بنصب الراء وحقها الرفع لأنه فاعل.
ص50 آخر سطر ورد هكذا ((ويفوته الحديث)) حقه الرفع لأنه فاعل.
ص57 ورد في السطر الرابع من أسفل هكذا ((وهو العدلُ الحق)) بنصب الحق مع أنها نعت للعدل حقها الرفع.
ص61 سطر 10 هكذا ورد ((ويعلم ذلك كلُه)) برفع اللام في كله وحقها النصب.
ص67 سطر 7 ورد هكذا ((ولكن ألفاظنا)) برفع الظاء والصواب نصبها.
ص167 هكذا ورد في السطر 4 من أسفل (( ان يذكروا)) بفتح الياء وصحتها ضم الياء.
ص172 هكذا ورد في السطر الأخير ((لما قَدَم)) بفتح الدال والصواب كسر الدال.
المجلد 2
أبدأ الآن متوكلاً على الله لاستعراض بعض ماورد في الطبقات من فوائد ومسائل وشوارد نقلتها لي وللقاصرين مثلي فأقول: 65 ، 66
في ترجمة أحمد بن جعفر الاصطخري أحد أصحاب الإمام أحمد وروى عنه مسائل كثيرة في الفروع والأصول ومما ورد عن   الإمام أحمد بروايته:قوله: ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحداً فهو قول فاسق عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنما يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة وهذه المذاهب والأقاويل التي وصفت مذاهب أهل السنة والجماعة والآثار وأصحاب الروايات وحملة العلم الذين أدركناهم وأخذنا عنهم الحديث وتعلمنا منهم السنن وكانوا أئمة معروفين ثقات أصحاب صدق ويقتدى بهم ويؤخذ عنهم ولم يكونوا أصحاب بدعة ولا خلاف ولا تخليط وهو قول أئمتهم وعلمائهم الذين كانوا قبلهم فتمسكوا بذلك رحمكم الله وتعلموه وعلموه. وبالله التوفيق.
ص141 قال المروذي:قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل:بم نال من نال ما نال حتى ذكر به فقال لي: بالصدق ثم قال إنَّ الصدق موصول بالجود.
ص170 قال ابن عمر: ((العلم ثلاث آية محكمة وسنة ماضية ولا أدري)) وقال الشعبي ((لا أدري نصف العلم)) وقال الربيع ابن خيثمة : إياك أن يقول الرجل: حرم هذا ونهى عن هذا فيقول الله: كذبت. الخ
ص179 في ترجمة أحمد بن محمد المروذي قال سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول: إذا عرف الرجل بالكذب فيما بينه وبين الناس ولا يتوخى منطقه فكيف يؤمن هذا على ما استتر فيما بينه وبين الله تعالى مثل هذا لا يكون إماماً ولا يصلى خلفه قلت يا أبا عبدالله فيعيد من يصلي خلفه؟ قال: لا أدري ولكن أُحب أن يعتزل الصلاة خلفه.
ص225 لما مات سعيد بن أحمد بن حنبل جاء إبراهيم الحربي إلى عبدالله بن أحمد بن حنبل فقام إليه فقال تقوم إليَّ؟ فقال عبدالله: لم لا أقوم؟ والله لو رآك أبي لقام إليك فقال الحربي: والله لو رآى ابن عيينة أباك لقام إليه.
ص234 ، 235 وسئل إبراهيم الحربي: كيف سمعت أحمد يقول في القراءة خلف الإمام؟ فقال: إمَّا ألفُ مرة إن لم أقل فقد سمعته يقول: يقرأ فيما خافت وينصت إذا جهر قلت لإبراهيم الحربي فأيشٍ ترى أنت ؟
قال: أنا ذاك علمني وعنه أخذت وصحبته وأنا غلام وكل شيء يلقيه إلينا أخذته عنه وتمسك به قلبي فأنا عليه أقرأ إذا لم أسمع وإذا جهر استمعت ومن خالفني أهونتُ به. انتهى وانظر آخر ص351 ، 352 ج2
انظروا وتدبروا يا من تحبون العلم والخير فاعتبروا واتعظوا فمن منا في منزلة إبراهيم الحربي اللهم احفظنا من الغرور والدعاوى العريضة نحن بحاجة إلى الأدب والورع.
ص279 دعا الإمام الكلوذاني رزق الله بن موسى قوماً وفيهم محمد بن إسماعيل قال: فقدم إلينا طعاماً كثيراً وكان في القوم أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة وجماعة فَقُدِّم لوْزنج أنفق عليها ثمانين درهما فقال أبو حيثمة: هذاإسراف قال:فقال أحمد لا لو أنَّ الدنيا جُمعت حتى تكون في مقدار لقمة ثم أخذها امرؤٌ مسلم فوضعها في فم أخيه المسلم لما كان مسرفاً قال فقال يحى:صدقت يا أبا عبدالله.
أقول عايشنا وزاملنا كثيراً من الزملاء أغناهم الله بعد فقر لا زالوا بخلاء لا يكرمون الضيف ويتهافتون على الدعوات والمناسبات وإذا أكلوا أكلوا بشره أمّا هم فلا يدعون أحداً.
ص297 سمى الإمام إسحاق بن بهلول كتابه ((الاختلاف)) فقال له أحمد: سمه كتاب ((السعة)).
أقول: فانظر إلى سعة أفق الإمام أحمد وتأمل في ذلك في اختلافهم في الفتوى والاجتهاد.
ص420 في ترجمة زياد بن أيوب رحمه الله وقال أيضاً سمعت أحمد يقول: لا تعجبنا الصلاة قبل المغرب وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن مغفل أنه قال ((بين كل أذانين صلاة لمن شاء)) وقال أنس ((إن كان المؤذن ليؤذن فيدخل الداخل،والناس يركعون قبل المغرب)) فإن فعل ذلك فاعل لم يبدَّع وقد روى عن أبي بكر وعمر أنهما لم يصليا قبل المغرب.
ج2 ص13 قال عبدالله بن أحمد قلت لأبي رحمه الله: لم كرهت وضع الكتب وقد عملت المسند؟ فقال:عملت هذا الكتاب إماماً إذا اختلف الناس في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعوا إليه.
أقول:أين العلماء وأين الفقهاء من هذا الكتاب النفيس الذي جمع فأوعى ولا يحتاج إلى غيره معه يعرف ذلك من جرب وأخلص وتخصص ومن الغرور والدعاوى تخلَّص.
فقد ألف الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني كتابه النفيس القول المسدد في الذب عن المسند وألف الحافظ السيوطي الذيل الممهد في الذب عن المسند وألف الشيخ ناصر الدين الألباني كذلك كتاباً دافع عن أحاديث المسند رحمهم الله.
ص17 سمعت علوان بن الحسين أبا البشير يقول: سمعت عبدالله بن أحمد يقول سئل أبي:لم لا تصحب الناس؟ قال لوحشة الفراق.
انظر إلى رقة طبع هذا الإمام وأنه يألف ويؤلف ولكنه يكره الفراق.
ص72 ، 73
من دعاء الإمام أحمد رحمه الله: اللهم من كان على هوى أو على رأي، وهو يظن أنه على الحق وليس هو على الحق فردَّه إلى الحق حتى لا يُضلَّ به من هذه الأمة أحد اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفلت لنا به ولا تجعلنا في رزقك خولاً لغيرك، ولا تمنعنا خير ماعندك بشر ماعندنا ولا ترانا حيث نهيتنا، ولا تفقدنا من حيث أمرتنا أعزنا ولا تُذلنا أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعاصي.
قال وجاء إليه رجل فقال له شيئاً لم أفهمه فقال له: اصبر فإنَّ النصر مع الصبر،والفرج مع الكرب وإنَّ مع العسر يسرا. ثم قال: سمعت عفان بن مسلم يقول: أخبرنا همَّام عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((والنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب،وإنَّ مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا)).
ص108 عن عمر بن صالح البغدادي قال سمعت أحمد أيضاً يقول: قل لمن لم يصدِّق لا تتبعنا وقال عمر بن صالح سألت أبا عبدالله: بم تلين القلوب؟ فأبصر إليَّ ثم أبصر إليَّ ثم طرق إليَّ سالم فقال: بأي شيء بأكل الحلال فذهبت إلى أبي نصر بشر فقلت له: يا أبا نصر بأي شيء تلين القلوب؟ فقال: ألا بذكر الله تطمئن القلوب فقلت له فإني قد سألت أبا عبدالله فتهلل وجههه لذكر أبا عبدالله قال سألته؟ قلت نعم قال:هيه قلت: قال لي: بأكل الحلال قال: جاءك بالأصل. كما قال: قال: فذهبت إلى عبدالوهاب فقلت يا أبا الحسن بم تلين القلوب فقال ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) فقلت: قد سألت أبا عبدالله فاحمرَّ وجهه من فرحه بأحمد فقال: سألت أبا عبدالله؟قلت نعم قال: هيه قلت:قال لي: بأكل الحلال. فقال لأصحابه:أما تسمعون؟ أجابه بالجوهر أجابه بالجوهر الأصل كما قال الأصل كما قال.
أقول فأين المتدبرون وأين المقبلون على الله صدقا صدقاً الحلال الحلال اللقمة الحلال.
ص156: قال العباس الهمذاني:قلت لأحمد بن حنبل:يا أبا عبدالله أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري فيتكلم مبتدع فيه أردُّ عليه؟ فقال: لا تنصب نفسك لهذا أخبره بالسنة ولا تخاصم فأعدت عليه القول فقال: ما أُراك إلاَّ مخاصما.
ص392 سأل الإمام محمد الطرسوسي قال سألت أحمد عن عبدالرزاق كان له فقه؟ فقال: ما أقل الفقه في أصحاب الحديث.
ج3 ص15 ،16 في ترجمة الإمام أحمد بن سلمان النجار العالم الناسك الورع كان له في جامع المنصور حلقتان قبل الصلاة للفتوى على مذهب إمامنا أحمد وبعد الصلاة لإملاء الحديث اتسعت روايته وانتشرت أحاديثه ومصنفاته الخ. من مشايخه عبدالله بن إمامنا أحمد والإمام أبو داود صاحب السنن.
أقول انظر إلى ورعه يفتي على مذهب الإمام أحمد وهو في منزلته ونحن الآن ناشئة لا نحسن إعراب اسمنا ندعي الاجتهاد والترجيح اللهم أعنا على أنفسنا واكفنا شر أنفسنا وهوانا والشيطان و أرزقنا التواضع والسكينة والحياء والأدب.
ص145 أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البريكي صحب جماعة ممن صحبوا أصحاب الإمام أحمد رضي الله عنهم.
ص147 قال في دعائه: أعطيت فأجزلت العطاء وعافيت فصرفت البلاء،وكثرت علينا منك الآلاء والنعماء فأيَّ أياديك نذكر؟ أمْ أيُّ نعمائك نشكر جميل ما أظهرت،أم قبيح ما سترت؟نطيعك فتشكر،و نعصيك فتستر،ونسأل فتعطي،ونسكت فتكفي،فلك الحمد على جميل ما أظهرت،و لك الحمد على قبيح ما سترت، عجباً لمن عرفك كيف يألف غيرك؟ من ذا الذي عرفك حق معرفتك ؟ أم من ذا الذي قدَّرَك حق قدرك. سبحانك. انتهى
انظر إلى هذا الأدب الجم والأسلوب الرفيع والخشوع في الدعاء والاعتراف بالذنب والطمع في المغفرة.
ص252 في ترجمة الحسن بن عبدالله النجاد من أصحاب أبي الحسن البربهاري
يقول رحمه الله سمعت أبا الحسن بن بشار يقول: ما أعيب على رجل يحفظ لأحمد بن حنبل خمس مسائل أن يستند إلى بعض سواري المسجد ويفتي الناس. انتهى
ص266 في ترجمة الإمام أبي عبدالله العكبري المعروف بابن بطة قال رحمه الله: حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا يحى بن أيوب العابد حدثنا عبدالرحمن بن عمر العمري قال قال أبو حازم ((لا يكون العالم عالماً حتى تكون فيه ثلاث خصال: لا يحقرِّ من دونه في العلم، ولا يحسد من فوقه، ولا يأخذ على علم دنيا)) انتهى وانظر في بقية ترجمته كلها فوائد.
ص275 رُئيَ إبراهيمُ بن أدهم مقبلاً من الجبل قيل له من أين أقبلت. قال من أُنس الله عز وجل ثم قال:
اتِّخذ الله مؤنساً
           ودع الناس جانبا
وتشاغل بذكره
          إنَّ في ذكره الشِّفا
وارضَ منه ماقضى
          إنَّ في ذلك الغِنا
ص296 قال أبو حفص سمعت عبدالعزيز غلامَ الخلال يقول:سمعت أبا بكر بن مليح يقول:بلغني عن أحمد أنه قال:إذا أراد الرجل أن يزوج رجلاً فأراد أن تجتمع له الدنيا والدين،فليبدأ فيسأل عن الدنيا فإن حُمدتْ سأل عن الدين،فإن حُمد فقد اجتمعا فإن لم يحمد كان فيه رد الدنيا من أجل الدين، ولا يبدأ بالسؤال عن الدين فإن حُمد ثم سأل عن الدنيا فلم يحمد كان فيه رد الدين لأجل الدنيا. انتهى
هذا كلام فقيه أعمل ذهنه.
هذا وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
 
 
كتبه خادم أهل العلم
    محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل