قطر بين الماضي والحاضر


قطر بين الماضي والحاضر


قطر بين الماضي والحاضر
 
قرأت فيما سبق كتاب ((قطر بين الماضي والحاضر)) تأليف محمد شريف الشيباني والكتاب يقع في مجلد من الحجم المتوسط واستمتعت بهذا الكتاب الذي أعتبره أول كتاب في تاريخ قطر وجغرافيتها تحدث فيه عن بلدان قطر وقراها وتاريخها وسكانها ثم زرت قطر وزرت المشايخ الشيخ أحمد بن حجر رحمه الله وأحسن الضيافة وزودني بمجموعة من الكتب القيمة وزرت الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري رحمه الله فأحسن الضيافة وزودني بمجموعة من الكتب القيمة وزرت الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله وأحسن الضيافة وتجولت في شوارعها وأسواقها وكانت الزيارة منذ أكثر من ثلاثين عاماً وكان من معالمها سوق واقف ((واجف)) ثم زرتها في هذه السنة وإذا بي وكأني لم أزرها من قبل فمعالم الحضارة والتطور والازدهار تبهر كل من يزورها فهي تسابق الزمن في التطور العمراني مع جمال في سواحلها وبحرها ورخص أسماكها حتى ليكاد يكون خيالياً وكذلك اهتمام مؤسساتها بطبع الكتب القيمة وتوزيعها مجاناً ثم توج تقدمها بتشييد جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هذا الصرح العظيم جهود تذكر فتشكر ولا يغيب عنا أنَّ الشيخ محمد بن عبدالوهاب هو الذي كان له دور كبير في إنشاء الدولة السعودية حيث وضع يده في يد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى ولقد أحسن حاكم قطر الشيخ حمد بتشييده هذا الجامع الذي يدل على قوة العلاقة بين دول الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة حيث أن مؤسس قطر الفتية هو الشيخ العالم والخطيب والفقيه المحسن الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني جد هذه الأسرة الكريمة فالشيخ حمد هو ابن الشيخ خليفة بن حمد بن قاسم بن محمد بن ثاني ولا شك أنَّ دعوة الشيخ محمد رحمه الله تعتمد الوسطية في منهجيتها وفي الفروع فهي حنبلية المذهب وآل ثاني حنابلة المذهب وهم من تميم ويلتقون مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب في معضاد ولعل اختلاف شراح دعوة الشيخ محمد بعض الأتباع أخرجها عن سيرتها الوسطية وخير شاهد على ذلك مراسلاته مع أهل القصيم فدعوته الحقيقية لا تقوم على التكفير ولا على التبديع.
                ولا يضير دعوته من انتسب إليها وهو يكفر ويبدع ويصنف الناس وقد أحسن الشيخ حمد في هذا المشروع الضخم وفي هذا دلالة قوية بأن دول الخليج حكاماً وشعوباً يد واحدة فكراً وعملاً فهذا الجامع الكبير يمثل فكر أهل السنة والجماعة حنفية ومالكية وشافعية وحنابلة ولن يأتي منه إلاَّ كل خير. 

 

كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* صحيفة العرب القطرية 25 صفر 1433هـ – العدد: 8621 – يناير 2012م
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1496&artid=168670